بقلم ـ م. طارق السيد
بدأ التهجير مع نكبة 1948، عندما قامت الميليشيات الصهيونية بارتكاب مجازر وطرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم واستمر هذا التهجير خلال النكبة ثم بعد النكسة والاجتياح.
ففي عام النكبة ١٩٤٨ تم تهجير اول موجة من أراضيهم ومن ديارهم كانوا وقتها حوالي 120,000 ( مائة وعشرين الف ) فلسطيني إلى لبنان ، وخرج معظمهم من الجليل الأعلى والسفوح الشمالية لفلسطين، مثل صفد، عكا، الناصرة، وحيفا واستقروا في مخيمات لاجئين في جنوب لبنان وبيروت ومناطق أخرى وحتى اليوم لم يعودوا الى منازلهم التي استولى عليها الصهاينة هي أراضيهم .
وفي عام النكسةً1967 حدثت موجة جديدة من شمال فلسطين ومن الضفة الغربية وقطاع غزة إلى لبنان ولم يسمح لهم وحتى اليوم لم يعودوا الى منازلهم وضاعت أراضيهم .
وفي عام ١٩٧٢ حاولت إسرائيل تهجير سكان غزة مساكن الضباط في العريش إلا أن حرب ١٩٧٣ قضت على تلك الخطة.
وفي عام ١٩٧٥ وبسبب التهجير الفلسطيني للبنان قامت الحرب الاهلية في لبنان بدأت بين اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين وتحولت الفتنة لتجتاح معظم لبنان بين اللبنانيين بعضهم البعض واستمرت ١٥ سنة حتى عام ٩٠.
وفي عام 1982 أدى الاجتياح الإسرائيلي للبنان بقيادة شارون إلى تهجير آلاف الفلسطينيين المهجرين أصلا من فلسطين وتم نقل المقاتلين منهم باتفاقية من لبنان إلى تونس بسبب الحصار والمعارك والمجازر في مخيمات صبرا وشاتيلا ، وبسبب الحرب الأهلية ادخل الجيش السوري لبنان عام ١٩٧٦ لفرض الأمن ولم يخرج إلا بعد ٢٩ عاما في ٢٠٠٥ ،
وبسبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان بدا النفوذ الايراني في الظهور وظهر حزب الله لأول مرة عام ١٩٨٢ وتعقدت الأمور
و بقى المدنيين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية حتى اليوم و لم يُسمح لهم مطلقا بالعودة إلى فلسطين المحتلة ، و لم يعودوا الى منازلهم وضاعت أراضيهم واصبحت اليوم مدنا وأراضي صهيونية محتلة .
وفي عام 2023 وحتى اليوم كان ذلك هو مخطط التهجير لسيناء لكن لكم ؟ الإجابة : مليون ونصف فلسطيني على الأقل ، ولك أن تتوقع أو ان تطلق خيالك بعد ذلك إلى ما كان ممكن أن يحدث أو من المؤكد حدوثه في سيناء وفي مصر أسوة بالمشهد اللبناني ،، ولهذا كان مشهد العودة هو بحق مشهد وفرحة الانتصار.
هل أدركت الآن الصورة كاملة ، هل أدركت لماذا فرحة العائدين التاريخية ، هل أدركت أن هذا المشهد حلم كل مواطن فلسطيني تم تهجيره في مسلسل التهجير سواء طفلا من الخمسينات او بعدها ولم يعد لأرضه ولا لداره ولا لهواء وطنه ولا اهله او اصدقائه الذين قرروا البقاء صامدين حتى اليوم
هل أدركت الآن لماذا استخدم الرئيس السيسي جملة الخط الأحمر ؟ هل أدركت الآن لماذا استعد الجيش ؟هل أدركت ما كان ينتظر أهل سيناء ؟ هل أدركت ما كان ينتظر مصر ؟ وهل أدركت اخيرا ان الخيام على ركام وأطلال أرض الوطن افضل من مخيمات ومنح ومساعدات وشقق او حتى قصور اللاجئين بعيدا عن الوطن؟.
إرسال تعليقك عن طريق :