بقلم ـ محمود فوزى

​لقد تابع الشعب المصري، كعادته، بكل يقظة واهتمام، التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزيرة خارجية إثيوبيا، وهي تصريحات لم تكن مجرد زلة لسان في عرف الأعراف الدبلوماسية، بل كانت دليلاً فاضحاً على أنها تصدر عن شخص غير مسؤول، بل وأكثر من ذلك، عن شخص يجهل تمامًا مكانة مصر التاريخية ومحوريتها الإقليمية والدولية. إن هذه الكلمات الجوفاء لم تكن لتمثل موقفًا رسميًا، بقدر ما كانت صوتاً منفرداً من أصوات الغوغاء التي لا تُثمن ولا تُشبع من جوع.
​إن هذه التصريحات غير المقبولة، التي تجاوزت حدود اللياقة الدبلوماسية والمنطق السياسي، قوبلت #برفض قاطع على المستوى الشعبي قبل الحكومي. لقد أثبت الشعب المصري، مرة أخرى، وعيه الكامل بأن أمنه القومي ليس محلاً للمساومة أو المهاترات اللفظية. هذه التصريحات، بوصفها تصريحات غوغاء فارغة، يجب أن يعلم مصدرها أنها لا تغير من الحقائق شيئاً، ولا تنقص من مكانة مصر شيئاً، بل تؤكد فقط أن من يطلقها لا يمتلك البصيرة اللازمة للتعامل مع ملفات إقليمية حساسة كملف نهر النيل الذي يمثل شريان حياة لملايين المصريين.
​وفي هذا الإطار الحساس، يجدد الشعب المصري ثقته المطلقة وغير المحدودة في قيادته الرشيدة، ممثلة في فخامة الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي.

إن هذه الثقة ليست مجرد دعم عاطفي، بل هي يقين راسخ بأن الرئيس يمتلك الحكمة والقدرة على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة التي تحفظ وتصون حصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل.

والرسالة واضحة لا لبس فيها: لن نفرط في نقطة واحدة من مياه النيل. نحن نساند وبقوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ملف سد النهضة بصفة خاصة، وفي جميع الملفات التي تتعلق بأمن الوطن ومستقبله بصفة عامة، مدركين أن حماية المياه هي حماية لحق الحياة ذاته.
​وليعلم الجميع، في المنطقة وخارجها، أن مصر لم تعد مجرد دولة في الخارطة، بل أصبحت بحكمة قيادتها ووعي شعبها وعهودها الجديدة زعيمًا وقائدًا لقارة بأسرها.

إننا نملك جيشًا عظيمًا، هو درع الأمة وسيفها، يمتلك من القدرات والجاهزية ما يجعله قادرًا، بعناية الله وتوفيقه، على حماية كل شبر من أرضنا، وكل قطرة من مياه نيلنا، وحماية أمن وسلامة شعبنا الأبي.
إن هذا الجيش هو الضامن الأخير والراسخ لمصالحنا الحيوية، وأي محاولة للمساس بهذه المصالح ستُواجَه بالحسم اللازم.
​رسالتنا من هذا المنبر واضحة: نرفض تصريحات الغوغاء، ونتمسك بحقنا التاريخي، ونثق ثقة عمياء في رئيسنا وجيشنا. فلتُصحح البوصلة، وليُدرك من يتحدث باسم إثيوبيا حجم المسؤولية، وليعلم أن أي صوت غير مسؤول لن يجد من القاهرة سوى التجاهل والرد العملي الحاسم الذي يحفظ كرامة وحقوق شعبها. مصر تتحدث الآن بلغة القادة، ولغة القوة التي تحمي الحق.